فالحمد لله على ذلك ولكن لا يجب أن يتسمى بسيف الله.
قال: ثم كتب أبو بكر رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد كتابا لطيفا يشكره على فعله بالمشركين ويبشره بثواب الله عز وجل ويبشر من معه من المسلمين ويقوي عزمهم ويأمرهم بالشكر لله عز وجل وذكره كثيرا[ (1) ].
قال: ثم أقبل خالد بن الوليد بالمسلمين حتى نزل موضعه الذي كان فيه من أرض دمشق[ (2) ]مما يلي الباب الشرقي، ونزل أبو عبيدة على باب الجابية، ونزل يزيد بن أبي سفيان على باب توماء[ (3) ]، فأحاط المسلمون بمدينة دمشق وحاصروا أهلها حصارا شديدا وضيقوا عليهم غاية الضيق[ (4) ]. قال: وجعل أهل دمشق يرمون المسلمين بالحجارة والسهام من كل جانب، فلم يقدر أحد يدنو من سور المدينة إلا رمي.
قال: فبينا المسلمون كذلك إذ أقبل بعض الجواسيس إلى خالد بن الوليد، فقال: أيها الأمير!كن على حذر، فهذا جيش قد أقبل من عند هرقل ملك الروم معونة لأهل دمشق.
[ (1) ]نسخة كتاب أبي بكر عن فتوح الشام للواقدي ص 68.
بسم الله الرحمن الرحيم. من أبي بكر خليفة رسول الله إلى خالد بن الوليد ومن معه من المسلمين.
أما بعد، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو، وأصلي على نبيه محمد (ص) ، وأوصيكم وآمركم بتقوى الله في السر والعلانية وقد فرحت بما أفاء الله على المسلمين من النصر وهلاك الكافرين وأخبرك أن تنزل إلى دمشق إلى أن يأذن الله بفتحها على يدك، فإذا تم لك ذلك فسر إلى حمص وأنطاكية والسلام عليك وعلى من معك من المسلمين ورحمة الله وبركاته. وقد تقدم إليك أبطال اليمن وأبطال مكة ويكفيك ابن معدي كرب الزبيدي ومالك بن الأشتر وانزل على المدينة العظمى انطاكية، فإن بها الملك هرقل فإن صالحك فصالحه وإن حاربك فحاربه ولا تدخل الدروب، وأقول هذا وأن الأجل قد قرب.
[ (2) ]نزل بدير خالد، وهو على ميل من دمشق.
[ (3) ]بالأصل: ثوما. وما أثبتناه عن معجم البلدان وتوماء اسم قرية بغوطة دمشق، وإليها ينسب باب توماء من أبواب دمشق.
[ (4) ]زيد في فتوح الشام للواقدي: وعمرو بن العاص إلى باب الفراديس، وقيس بن هبيرة إلى باب الفرج، وضرار بن الأزور وضم إليه ألفي فارس، وقال له: تطوف حول المدينة بعسكرك (تقدم أن ضرار مات باليمامة؟) (فتوح الشام 1/70) .
صفحة ١١٨