فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف)
محقق
إياد محمد الغوج
الناشر
جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
تصانيف
الألباب القوارح، من غرائب نكت يلطف مسلكها، ومستودعات أسرار يدق سلكها؛ علم التفسير الذي لا يتم لتعاطيه، وإجالة النظر فيه كل ذي علم كما ذكر الجاحظ في كتاب "نظم القرآن"،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (القوارح)، وهي جمع القارحة. والقارح: هو الكامل السن من الخيل إذا بلغ خمس سنين.
قوله: (لا يتم لتعاطيه)، أي: لا يستبد ولا يستقل لتناوله كل صاحب علم، ولا يتصدى له إلا رجل برع في العلمين المختصين بالقرآن. فقوله: "لا يتصدى" خبر "فالفقيه".
قوله: (كما ذكر الجاحظ)، الكاف في موضع النصب على المصدر، أي: أذكر لك ذكرًا مثل ذكر الجاحظ. واعلم أن التمييز بين الكلامين عسر جدًا؛ لأنه لا يخلو من أن ينتهي كلام الجاحظ إلى قوله: "ولقد رأيت إخواننا"، أو إلى قوله: "إلا رجل قد برع" وحينئذ الاستثناء من كلام المصنف، ويقدر مثله لكلام الجاحظ. وذكر صاحب "المطلع" هذه الألفاظ إلى قوله: وهما علم المعاني وعلم البيان. أو لا يكون ها هنا من كلام الجاحظ شيء. بمعنى: أنه كان للجاحظ كلام يشبه معناه هذا المعنى فشبهه به، وأتى بمعناه دون ألفاظه.
أما الاحتمال الأول فمما لا سبيل إليه؛ لأن من ذاق معرفة تراكيبه، وتتبع خواص بلاغته، واقتفى آثار فصاحته- علم ضرورة أن قوله: "وكان مسترسل الطبيعة منقادها" إلى آخره لم يخرج إلا من في مثله.
روي أن الفرزدق حين استنشد ذا الرمة قصيدته التي مستهلها:
نبت عيناك عن طلل بحزوى … عفته الريح وامتنح القطارا
1 / 655