التي تخصها، وسبحت الحق بها وقدسته،وما علمت أن لله أسماء ما وصل علمهاإليها فما سبحته بها ولا قدسته تقديس آدم(1). فغلب عليها ما ذكرناه، وحكم عليها هذا الحال فقالت من حيث النشأة : " أتجعل فيها من يفسد فيها "؟ وليس إلا النزاع وهو عين ما وقع منهم . فما قالوه في حق آدم هو عين ما هم فيه مع الحق . فلولا أن نشأتهم تعطي ذلك ما قالوا في حق آدم ما قالوه وهم لا يشعرون. فلو عرفوا نفوسهم لعلموا ؛ ولو علموا لعتصموا . ثم لم يقفوا مع التجريح حتى زادوا في الدعوى بما هم عليه من التسبيح والتقديس . وعند آدم من الأسماء الإلهية ما لم تكن الملائكة عليها فما سبحت ربها بها ولا قدسته عنها تقديس آدم وتسبيحه فوصف الحق لنا ما جرى (2) لنقف عنده ونتعلم الأدب مع الله تعالى فلا ندعي ما نحن متحققون به وحاوون عليه (3) بالتقييد ؛ فكيف أن (4) نطلق في الدعوى فنعم بها ما ليس لنا (5) بحال ولا نحن (6) منه على علم فنفتضح؟ فهذا التعريف الإلهي مما أدب الحق به عباده الأدباء الأمناء الخلفاء . ثم نرجع الى الحكمة فنقول : اعلم أن الأمور الكلية وإن لم يكن لها وجود في عينها فهي معقولة معلومة بلا شك في الذهن ؛ فهي باطنة - لا تزال - عن الوجود العيني 4 -ب) ولها الحكم والأثر في كل ما له وجود عيني ؛ بل هو عينها لا غيرها أعني أعيان الموجودات العينية ، ولم تزل عن كونها معقولة في نفسها. فهي الظاهرة من حيث أعيان الموجودات كما هي الباطنة من حيث معقوليتما . فاستناد كل موجود عيني لهذه الأمور الكلية التي لا يمكن رفعها عن العقل، ولا يمكن وجودها في العين
صفحة ٥١