أقول: ويشهد لحفظه وإتقانه ما حكاه ظهير الدين البيهقي. في «تاريخ بيهق».
فقد ترجم له وقال ما معربه: كان أوحد زمانه في علم الحديث، وكان ذات يوم في حلقة الحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري، وفي الحلقة كثير من العلماء والمحدثين، والحاكم يملي عليهم الحديث، فروى الحاكم حديثا سقط من إسناده راو، ففطن له البيهقي ونبهه عليه، فغضب الحاكم فطالبه البيهقي أن يخرج له الأصل، فأخرج الأصل، فإذا الأمر كما قال البيهقي (1).
أقول: وتوفي في جمادى الاولى بنيسابور، وحمل إلى بيهق فدفن هناك، وملء البلدين يومذاك علماء فقهاء ومحدثون، ولم ينكر نقل الجنازة منهم أحد (2).
5- الطبراني: أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي الطبراني، نزيل أصفهان، الحافظ المشهور، صاحب المعجم الكبير والوسيط والصغير (260- 360 ه).
ترجم له تلميذه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني، وذكر أنه أقام بها محدثا ستين سنة، وبها توفي (3).
وقد أغنتنا شهرته الطائلة عن التوسع في ترجمته، وقد أفرد الحافظ ابن مندة الأصفهاني- وهو أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب المتوفى سنة (511 ه)- جزءا حافلا في ترجمته وبعض مناقبه ومولده ووفاته وعدد تصانيفه (4).
صفحة ٤٩