الفصول المفيدة في الواو المزيدة
محقق
حسن موسى الشاعر
الناشر
دار البشير
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٠هـ ١٩٩٠م
مكان النشر
عمان
تصانيف
النحو والصرف
يتعاطونه ويكثرون مِنْهُ وَلَا شكّ أَن جمعهم للبس والكتمان مَعَ الْعلم أَشد فِي الشناعة وَلَا يلْزم من ذَلِك أَلا يكون كل وَاحِد مِنْهُمَا مَنْهِيّا عَنهُ على حِدته بل ذَلِك فِي آيَات كَثِيرَة
وَمثل هَذِه الْآيَة أَيْضا قَوْله تَعَالَى ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالكُم بَيْنكُم بِالْبَاطِلِ وتدلوا بهَا إِلَى الْحُكَّام﴾ فَإِنَّهُ يحْتَمل فِي قَوْله ﴿وتدلوا﴾ أَن يكون مَجْزُومًا وَأَن يكون مَنْصُوبًا كَمَا ذكر فِي ﴿وتكتموا الْحق﴾ وَيُقَوِّي مَعَه الْجمع أَيْضا قَوْله ﴿وَأَنْتُم تعلمُونَ﴾ كَمَا تقدم
٢ - وَمِنْهَا قَوْله تَعَالَى ﴿وَلما يعلم الله الَّذين جاهدوا مِنْكُم وَيعلم الصابرين﴾ وَالْقِرَاءَة المتواترة فِيهَا ﴿وَيعلم الصابرين﴾ بِالنّصب على هَذَا الْبَاب أَي وَلما يجْتَمع فِي علم الله تَعَالَى المجاهدون والصابرون وَعلم الله تَعَالَى قديم مُتَعَلق بِجَمِيعِ المعلومات فِي الْأَزَل وَلَكِن مَعْنَاهُ وَلما يجْتَمع فِي علم الله جهادكم وصبركم بارزا فِي الْخَارِج
وَقَرَأَ الْحسن ﴿وَيعلم﴾ بِكَسْر الْمِيم مَعْطُوفًا على ﴿يعلم﴾ الأول فَيكون مَجْزُومًا بذلك وَقَرَأَ غَيره بِرَفْع / يعلم الصابرين / على الْقطع والاستئناف أَي وَهُوَ يعلم الصابرين
1 / 223