واستمر على هذا إلى أن توفي مغرب يوم الأحد خامس جمادى الثانية سنة 672، ودفن بجانب أبيه في القبة التي شادها له علاء الدين السلجوقي، ولا تزال قائمة في قونية، وقد زاد عليها سلاطين العثمانيين أبنية اتخذت تكية للمولوية على الشكل الذي يرى اليوم في قونية.
وكان جلال الدين رحمه الله معتدل القامة، ليس بالبادن ولا النحيف، وجهه مشرب بحمرة، ثم نحف ومال لونه إلى الصفرة بطول المجاهدة.
وترك ابنه سلطان ولد صاحب الأثر المحمود في الأدب التركي العثماني.
وخلف مولانا في مشيخة الطريقة إنفاذا لوصيته خدينه ونجيه حسام الدين چلبي، حتى توفي سنة 683، فخلفه سلطان ولد إلى أن توفي سنة 712، وتداول حفدة الشيخ المشيخة، وكل منهم يسمى چلبي قونية، إلى أن فعل الكماليون ما فعلوا بالطرق والتكايا، وتكية قونية اليوم متحف فيه بعض مخلفات جلال الدين وحفدته وبعض الكتب، وقد زرتها سنة 1355ه ووصفتها في كتاب الرحلات.
6
المثنوي والديوان
ترك جلال الدين أثريه الخالدين على الدهر: المثنوي والديوان، وتنسب إليه رسالة منثورة اسمها «فيه ما فيه»، ومنها نسخ في مكتبات استانبول.
فأما المثنوي فمنظومة صوفية فلسفية عظيمة، تحوي خمسة وعشرين ألفا وسبعمائة بيت، في ستة أجزاء، والجزء السابع الذي تشتمل عليه بعض نسخ الكتاب منحول لا يشبه كلام جلال الدين، والمؤلف نفسه يقول في مقدمة الجزء السادس مخاطبا حسام الدين چلبي:
بيشكش مي آرمت اي معنوي
قسم سادس در تمام مثنوي
صفحة غير معروفة