فصول من الفلسفة الصينية: مع النص الكامل لكتاب الحوار لكونفوشيوس وكتاب منشيوس
تصانيف
فالعاقل الذي يتفهم طريق الطبيعة يقدر التغير وما ينتجه من ثنائيات، فلا يطلب أحد قطبي الثنائية ويرفض الآخر؛ لأن التوفيق بينهما يتم من خلال العمليات السماوية. العاقل يساوي بين صيغة «إن» وصيغة «ليس» ويترك القسمة بينهما إلى السماء. يقول لاو تسو في الفصل 20:
بين ال «نعم» وال «لا»
هل الفرق كبير؟
بين الخير والشر
هل المسافة بعيدة؟
ويقول تشوانغ تزو: «النفي ينشأ عن الإثبات والإثبات ينشأ عن النفي؛ لذلك فإن الحكيم يصرف ذهنه عن الفوارق ويستمد رأيه من السماء. إن «هذا» هو أيضا «ذاك»، و«ذاك» هو أيضا «هذا ». هل من فرق بينهما؟ هل ليس من فرق بينهما؟ عندما لا نكرس هذا وذاك باعتبارهما نقيضين نفهم جوهر التاو. النفي والإثبات يتمازجان في الواحد اللانهائي.»
عندما نصف شيئا ما بأنه كبير لأنه أكبر من أشياء أخرى، فإن كل الأشياء في العالم تبدو كبيرة. وعندما نصف شيئا بأنه صغير لأنه أصغر من أشياء أخرى، فإن كل الأشياء في العالم تبدو صغيرة. والجدلية التاوية تخلص من هذا القول بأن كل الأمور نسبية؛ فلا الصغير صغير بشكل مطلق، ولا الكبير كذلك. إن حالة القطبية التي تميز وجود الأشياء تشف عن حقيقة مفادها أن صفات هذه الأشياء ليست ملازمة لها، بل إنها معرضة للتحول إلى نقيضها. ويبدو لنا هذا جليا عندما نحاول ممارسة الفعل على صفة ما لتغييرها. يقول المعلم:
إذا أردت ضغط شيء
عليه أولا أن يكون ممطوطا.
إذا أردت إضعاف شيء
صفحة غير معروفة