فصول في الثقافة والأدب

علي بن مصطفى الطنطاوي ت. 1420 هجري
146

فصول في الثقافة والأدب

الناشر

دار المنارة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

مكان النشر

جدة - المملكة العربية السعودية

تصانيف

وألفاظُها لُمامة (لُمامة من العامي الفصيح) (١) من الطرق، ففيها كلمات ألمانية وكلمات فرنسية وكلمات من العربية ... وفيها

= التي لا يماري فيها أحدٌ من أهل الإنكليزية اليوم أن أي أحد من الناس يعجز عجزًا تامًا عن قراءة وفهم نص كُتب بالإنكليزية القديمة، وعجزًا شبه تام عن قراءة أي من نصوص الإنكليزية الوسيطة؛ بل إن أدب شكسبير لا يكاد يفهمه إلا واحد من بضع مئات من الناس عندهم، ولمّا تمضِ على وفاته غير أربعة قرون (توفي سنة ١٦١٦)! (مجاهد). (١) من عادة جدي ﵀ أن يشير في حواشي كتبه إلى الكلمات التي تأتي في كتاباته مما يستعمله العوام في كلامهم وله أصل فصيح، تجدون ذلك في مواضع كثيرة من كتبه. وقد أشار إلى هذه الكلمة هنا على عادته، لكنه لم يضبطها بالشكل. وأنا أحرص حين أُعِدّ كتبه للنشر على ضبط كل غريب من اللفظ (كما قلت في مقدمة هذا الكتاب). ولم أجد اللمامة في المعاجم، فاجتهدت فضممت لامها وأنا على شيء من الشك، فأهل الشام يلفظونها بلام ساكنة، على عادتهم في ابتداء كلمات كثيرة بالتسكين، وهي لغة في بعض أحياء العرب مخالِفةٌ للفصيح، لأن العرب لا يبدؤون بساكن (ولا يقفون على متحرك كما تعلمون). وقد اجتهدتُ في ضَمّ اللام هنا لأن «فُعالة» صيغة شبه قياسية للبقية من الشيء، تقول «بُرادة» لما يزيد من بَرْد الحديد و«نُشارة» لما يفضل من نشر الخشب، ومثلهما «القُلامة» للظفر المقصوص و«القُمامة» لما يبقى من تنظيف البيت، ومثلها «الزُّبالة» و«النُّفاية» و«الحُثالة» ... هذا كله في كتب اللغة القديمة، وقد اعتمد عليه مَجْمَع اللغة العربية في مصر فأصدر في مؤتمره سنة ١٩٨٠ قرارًا أقرّ فيه قياسية هذه الصيغة مطلقًا في أمثال هذه المواطن، فرجوت أن تكون كلمة «لُمامة» من هذا الباب (مجاهد).

1 / 150