فصول في الدعوة والإصلاح
الناشر
دار المنارة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
مكان النشر
جدة - المملكة العربية السعودية
تصانيف
صورة وأوجز عبارة، هي أن «الإسلام محجوب بأهله»؛ أي أن الإسلام مثل لوحة فنية بديعة عُلِّقت على جدار المعرض، ولكن قَيّم المعرض وقف أمامها بوجهه الكالح وثوبه الوسخ، فستر عن الرائين جمالها وأخفى عنهم روعتها، فلما رأوه قالوا: ما دام هذا ممثّل المعرض فلن تكون اللوحة إلا على شكله، فلا خير إذن في النظر إليها!
لا شك أن المجتمع الإسلامي اليوم فيه مخالفات للإسلام كثيرة، وفيه انحراف عن طريقه، وعلى العلماء أن يبيّنوا ذلك للمسلمين وأن يردّوهم إلى الطريق الصحيح.
قال: فلِمَ لم يفعلوا؟
قلت: إن من مزايا الإسلام أنه لا يفرق بين من دخل فيه من سنة أو سنتين، بل من دخل فيه من يوم أو يومين، ومن له في الإسلام عشرة أجداد؛ كلاهما يُعتبَر مسلمًا وعضوًا عاملًا في هذه الجمعية الإنسانية الخَيّرة التي هي جماعة المسلمين، ومواطنًا أصليًا في دولة الإسلام.
= فيها أيضًا كلمته المشهورة الثانية: «وجدت فيها إسلامًا بلا مسلمين». وانظر مقالة علي الطنطاوي «الإسلام الصحيح» في كتاب «مقالات في كلمات»، قال: "فجعلت أفكر في عمل هؤلاء الجاهلين الذين يتكلمون باسم الدين من غير علم ولا فهم ... فأراهم علّةَ ما نشكو منه من انصراف الناس عن الدين، وأرى فيهم تحقيق كلمة الشيخ محمد عبده التي تكاد تكون من جوامع الكلم: «الإسلام محجوب بأهله»؛ يسترونه عن الناظرين إليه، ويمنعونهم أن يروا يُسْره ومرونته وصلاحه لكل زمان وكل مكان" (مجاهد).
1 / 94