الدِّين ثقيل والجزاء عظيم
حديث أذيع سنة ١٩٦١
زرت أمس صديقًا لي، فيه سذاجة وفيه دين، فوجدته يقرّع ولده ويرفع صوته عليه ويسبّه، وقد بلغ به الغضب الغاية.
قلت: مهلًا يا أخانا، مهلًا. هوِّنْ عليك وخبِّرني بالقصة.
قال: ألا ترى هذا الخبيث قليل الأدب؟
قلت: ما له؟
قال: إنك تعرف أولاد عمه الثلاثة، وتعلم أن فلانًا منهم هو الصالح المصلح وأن الأخوين الباقيين من الجَهَلة الفُسّاق الذين يتبعون شهواتهم، لا يُحرّمون حرامًا ولا يمتنعون من ممنوع، وكلما حملته على صحبة الصالح تركه فصاحب أخويه، ثم بلغت به الوقاحة أنْ مدحهما وذمّه.
قال الشاب: ما ذممته، ولكن قلت إنه ثقيل.
فزاد الغضب بالأب، وقال: أرأيت الفاعل التارك؟ يقول عن الرجل الديّن الصالح ثقيل!
قلت: أنا لا أقول بمقالته، ولكني أقول إن الدين نفسه ثقيل.
1 / 65