261

فصول في الدعوة والإصلاح

الناشر

دار المنارة للنشر والتوزيع

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

مكان النشر

جدة - المملكة العربية السعودية

تصانيف

وكلامي هنا في ردّ الفكرة، لا في نقد الشيخ الذي كان وجوده ربحًا للدعوة وكان فَقده خسارًا عليها، والذي ترك من

= ثم عاد جدي ﵀ فنشر في «الأيام» مقالة أوسع يضيق المقام هنا عن نشرها كاملة، وإنما أجتزئ بما جاء في آخرها. قال: "أما قولي للأخ السباعي أني أعرف الاشتراكية وأعرف الإسلام، ولكني لا أعرف شيئًا اسمه اشتراكية الإسلام، فتفصيله: أن الإسلام جمع الخير كله، وكل مذهب من هذه المذاهب فيه جانب من الخير وجانب من الشر. وإذا جاز أن نقول إن في الإسلام اشتراكية لمجرد أن الخير الذي تدعو إليه الاشتراكية موجود في الإسلام جاز على هذا القياس أن نقول «يهودية الإسلام» لأن المقدار المشترَك بين التوراة والقرآن أكبر من المقدار المشترَك بين الاشتراكية والإسلام!
وهذا أيضًا كلام موجز له عندي شروح وحواش إذا أحبّ أخي عدت فسردتها. أما ما قلته له من أن في كتابه أشياء كثيرة تخالف -على الأقل- المذاهب الأربعة فصحيح، ولست أنا وحدي الذي لاحظه بل لاحظه عدد من العلماء. وقد كتبت إلى سماحة المفتي مقترحًِا تأليف لجنة للنظر فيه.
وبعد، فلماذا لا تكون يا أخي الشيخ مصطفى أرحبَ صدرًا للنقد، ولماذا لا تتقبل كلمة الحق؟ إنها يا أخي مسألة دين، ولأن تكون مخطئًا فتصحح خطأك (ومن هو الذي لا يخطئ؟) خير لك من الإصرار على الخطأ وتحمُّل تبعات افتتان الشبّان به ولقاء الله عليه. هذا واللهِ كلامُ مُحِبٍّ لك، وهذا واللهِ ما أريده لنفسي لو كنت مكانك. على أننا إن اختلفنا في مسائل علمية فإننا لا نزال صفًّا واحدًا ولا نزال إخوة متصافِين، ولا يمنعنا هذا من جهاد الملحدين والمفسدين وتنبيه الغافلين وتعليم الجاهلين. ولأخي مصطفى السباعي تحياتي وسلامي وصداقتي الدائمة". =

1 / 281