قال الكاردينال: «أيها الشاب، أخذت منك ورقة لأعطيك ورقة أخرى بدلا منها. يلزم توقيع على هذه الورقة التي أعطيكها، ويمكنك أن توقعه بنفسك.»
تناول دارتانيان الورقة بأصابع مضطربة، وقرأها؛ كانت تكليفا لضابط في الفرسان.
جثا دارتانيان على ركبتيه قائلا: «لا أستحق هذا الفضل، يا صاحب السمو. لي ثلاثة أصدقاء، هم أكثر مني استحقاقا له.»
قاطعه الكاردينال، وهو سعيد بالتفكير في أنه، أخيرا، قد ربح إلى جانبه ذلك الشاب الغسقوني المتوثب الطباع، قائلا: «أنت شاب باسل. اكتب أي اسم تشاء، ولكن تذكر، أنك أنت الذي أعطيت هذا التكليف.»
بعد ذلك، استدعى الكاردينال روشفور، الذي كان ينتظر خارج الباب، وقال له: «يا روشفور، من الآن فصاعدا، أنا أستقبل السيد دارتانيان كصديق. وليصافح كل منكما الآخر، وتصرفا بتعقل، إذا رغبتما في الاحتفاظ بسلامة رأسيكما!»
في ذلك المساء، استدعى دارتانيان آثوس، وعرض عليه التكليف.
قال آثوس: «يا صديقي، الشرف عظيم جدا لآثوس، وقليل جدا للكونت دي لا فير! احتفظ بهذا التكليف لنفسك؛ فهو لك.»
بعد ذلك، ذهب دارتانيان إلى بورثوس، وعرض عليه التكليف ولكنه رفض معتذرا بأنه سيتزوج قريبا، وقال: «سأكون جد مشغول بشئوني وممتلكاتي، ولن يمكنني التمتع بهذه الوظيفة الممتازة. احتفظ بالتكليف، يا صديقي. احتفظ به لنفسك.»
كان أراميس مشغولا بدراساته وبحوثه حين زاره دارتانيان، وقدم له التكليف.
قال أراميس: «صديقي العزيز، لقد كرهتني مغامراتنا التي خضناها معا، في الحياة العسكرية. وأنا موشك على ترك الحياة العسكرية، فاحتفظ بهذا التكليف لنفسك، يا دارتانيان؛ فوظيفة حمل السلاح تناسبك تماما.»
صفحة غير معروفة