قال دارتانيان: «إليك كلمة شرفي، وهاك سيفي.»
قال الفارس: «هذا يرضيني كثيرا؛ لأنني أريد مواصلة رحلتي.»
قال آثوس، في هدوء: «إذا كنت تؤمل في أن تقابل ميلادي، فأنت تضيع وقتك سدى؛ فلن تجدها.»
سألهم الفارس بلهفة قائلا: «إذن، ماذا صار إليه أمرها؟» «عد معنا، وستعرف.»
بينما كان الكاردينال في طريق عودته إلى مكتبه في المساء التالي، وجد دارتانيان ينتظر استدعاءه. ولاحظ أنه بدون سيفه، ولاحظ أيضا أن الفرسان الثلاثة الذين يحرسونه، ليسوا سوى الثلاثة الذين لا ينفصلون؛ آثوس وبورثوس وأراميس.
ولما كان مع الكاردينال عدد من الأتباع، رمق دارتانيان بحدة، وأشار إليه بيده، أن يتبعه، فأطاع دارتانيان.
قال آثوس بصوت جهوري يستطيع الكاردينال أن يسمعه: «إننا في انتظارك، يا دارتانيان.»
قطب الكاردينال أساريره، وتردد قليلا، ثم مضى إلى مكتبه وهو في حالة تفكير عميق.
دخل الكاردينال مكتبه، وأمر روشفور بأن يحضر إليه الفارس الشاب.
سرعان ما وجد دارتانيان نفسه وحيدا مع الكاردينال، الذي وقف بقرب المدفأة، تفصل بينه وبين دارتانيان مائدة.
صفحة غير معروفة