وقال له دارتانيان: «والآن، أمامك ثمانية أيام لكي تصل إلى لورد وينتر، وثمانية أيام للعودة. فإذا لم ترجع في الساعة الثامنة مساء، بعد ستة عشر يوما من الغد، حتى ولو تأخرت خمس دقائق، فلن يكون لك نقود أخرى!»
قال بلانشيه: «إذن، فلتشتر لي ساعة.»
قال آثوس، وقد تفضل بإعطائه ساعته: «إليك هذه، ولكن تذكر أنك إن تفوهت بشيء، أو احتسيت خمرا، فستعرض حياة سيدك للخطر. وتذكر أيضا، أنه إذا أصاب دارتانيان أي سوء، من جراء خطأ منك، فسأجدك أينما كنت، وأقطعك إربا إربا!»
وأضاف بورثوس، وهو يدير عينيه النجلاوين: «وسأسلخك حيا!»
وعقب أراميس ببطء، بصوته الرقيق المألوف: «سأشويك فوق نار هادئة!»
اقتاد دارتانيان خادمه خارجا، وتحدث إليه بهدوء وجدية، قائلا: «إنك تعرف أصدقائي الثلاثة حق المعرفة. لقد تكلموا معك بهذه الطريقة، بدافع محبتهم لي.»
قال بلانشيه وقد اغرورقت عيناه بالدموع: «سوف أنجح، يا سيدي، أو أقتل في هذه المحاولة.»
قال دارتانيان: «اذهب الآن واسترح، واحفظ الرسالة عن ظهر قلب، ثم أخفها في بطانة سترتك.»
في الصباح التالي، عندما كان بلانشيه موشكا على الخروج في رحلته، انتحى به دارتانيان جانبا، وقال له: «أصغ إلي جيدا، يا بلانشيه. بعد أن تسلم الرسالة إلى لورد وينتر، وبعد أن يقرأها، قل له أن يحرس صاحب السمو دوق بكنجهام، لأنهم يخططون لاغتياله. هذه مسألة خطيرة، يا بلانشيه، سرية لدرجة أنها أثمن من حياتي أنا! فلم أكتب عنها، ولكني أعهد بها إليك.»
رد بلانشيه: «تأكد، يا سيدي، من أنك وضعت ثقتك فيمن تجدر الثقة به.»
صفحة غير معروفة