عقب دارتانيان بقوله: «لن توقفني فكرة قوته إن عثرت عليه.»
قال السيد دي تريفي بلهجة صارمة: «في هذا الوقت، خذ بنصيحتي ولا تبحث عنه. والآن، أيها الشاب، لا أستطيع في هذه اللحظة أن أفعل لك إلا ما قدمته لك الآن. سيكون مكتبي مفتوحا لك. ويسعدني أن تطلبني في أي وقت، واعمل على أن تنتهز جميع الفرص، فربما تحصل على بغيتك.»
قال دارتانيان: «هذا يعني أنك ستنتظر حتى أبرهن على جدارتي.» ثم انحنى لكي ينصرف، فاستوقفه السيد دي تريفي قائلا: «انتظر دقيقة. لقد وعدتك بخطاب لمدير الأكاديمية الملكية، فهل ستقبله أم ستتعالى عليه؟»
قال: «لا، يا سيدي، وأعدك بألا يسرق مني مثلما سرق الآخر.»
ابتسم السيد دي تريفي لهذا التباهي، وتركه عند النافذة حيث كانا يتحدثان، وجلس إلى مكتبه ليكتب خطاب التوصية، على حين أخذ دارتانيان ينظر من النافذة إلى الفرسان وهم يذهبون ويجيئون في الشارع.
نهض السيد دي تريفي بعد أن كتب الخطاب وختمه، وتقدم إلى الشاب ليعطيه إياه، ولكن في تلك اللحظة التي مد دارتانيان فيها يده ليتسلم الخطاب، فوجئ السيد دي تريفي بدارتانيان يقفز فجأة، وقد استشاط غضبا، ويندفع خارجا من الغرفة، وهو يصيح بقوله: «لن يفلت مني في هذه المرة!»
سأله السيد دي تريفي: «من هو؟»
فصاح دارتانيان: «إنه سارقي. يا له من وغد!»
الفصل الثامن
كتف آثوس وحمالة بورثوس
صفحة غير معروفة