الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

ابن تيمية ت. 728 هجري
11

الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

محقق

عبد القادر الأرناؤوط

الناشر

مكتبة دار البيان

مكان النشر

دمشق

والنصارى يدعون أنهم أولياء لله (وأنه لا يدخل الجنة إلا من كان منهم، بل يدعون أنهم أبناؤه) وأحباؤه. قال تعالى: ﴿قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق﴾ الآية، وقال تعالى: ﴿وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم﴾، إلى قوله: ﴿ولا هم يحزنون﴾ ادعاء مشركي العرب أنهم أهل الله وكان مشركو العرب يدعون أنهم أهل الله، لسكناهم مكة، ومجاورتهم البيت، وكانوا يستكبرون به على غيرهم، كما قال تعالى: ﴿قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون * مستكبرين به سامرا تهجرون﴾ وقال تعالى: ﴿وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك﴾ إلى قوله: ﴿وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون﴾ فبين سبحانه أن المشركين ليسوا أولياءه ولا أولياء بيته، إنما أولياؤه المتقون. حديث: "وليي الله وصالح المؤمنين " حديث: وليي الله وصالح المؤمنين وثبت في الصحيحين عن عمرو بن العاص ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول جهارا من غير سر: «إن آل فلان ليسوا لي بأولياء - يعني طائفة من أقاربه - إنما وليي الله وصالح المؤمنين» وهذا موافق لقوله تعالى:

1 / 13