أصول الإنشاء والخطابة

ابن عاشور ت. 1393 هجري
51

أصول الإنشاء والخطابة

محقق

ياسر بن حامد المطيري

الناشر

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

فلم يُعرَف هل أراد أنه كالسِّرَاج أم كالسَّيْفِ السُّرَيْجِي في الدِّقْةِ والاستواء. وقولنا: (بلا قرينة) يُخرِج نحو قوله تعالى: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ﴾ الأعراف: ١٥٧. فإنَّ عَطْف ﴿وَنَصَرُوهُ﴾ يُبَيِّن أنَّ التَّعْزِيرَ هنا هو النَّصْر لا ضَرْبُ الحَدِّ، ونحو قول الحريري: "فيدعي تارةً أنه من آل سَاسَان" حيث عُلِمَ أنه يريد ملوك الفُرْسِ لمقابلته بقوله: "يعتزي مرَّةً إلى أَقْيَالِ غَسَّان" فانتفى احتمال أن يكون المراد (الشَّحَّاذين) الذين أَطْلَقَ عليهم هذا اللفظَ في موضع آخر. وقد يدعو المَقَامُ للعدول عن الصَّرَاحة لأغراضٍ، مثل التَّوْرِيَة، والتَّوجِيه، والمُوَارَبة، ويحسن ذلك في التخلُّص من المضايق، كقول بعضهم -وقد سُئِل في مجلسِ جماعةٍ من الشِّيعَة عن الأفضل بعد رسول الله ﷺ فقال-: "الذي كانت ابنتُه تحتَه" فاحتمل أن يريد أبابكر وعليًّا ﵄، بحسب الترتيب في الضميرين. تنبيه: مما يدخل تحت هذا الشرط التنبيه إلى كلماتٍ كثيرةٍ يستعملُها الكُتَّاب والمنشئون غَلَطًا، إما في معناها وإما في اشتقاقها، وقد ألَّف في ذلك الحريريُّ: (دُرَّة الغَوَّاص)، وألَّف فيه بعضُهم:

1 / 94