139

أصول الدعوة وطرقها ٣ - جامعة المدينة

الناشر

جامعة المدينة العالمية

تصانيف

فيهم، ويعطَى كل واحد منهم سيفًا صارمًا، فيضربون جميعًا بأسيافهم محمدًا ضربة رجل واحد؛ ليتفرق دمه بين القبائل، ولا يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعًا، فيرضوا بالدية، وأيّد النجدي هذا الاقتراح، ووافق عليه الجميع، وتفرقوا على ذلك، ولم يبق إلّا التنفيذ، وعلّل السهيلي حضور إبليس على هيئة رجل من نجد أنهم قالوا بأنَّ اجتماعهم لا يحضره أحد من تهامة؛ لأن هواهم مع محمد ﷺ.
الإعداد والتخطيط للهجرة، والدروس المستفادة منها
الإعداد والتخطيط للهجرة:
الإذن بالهجرة والتخطيط لها، وتجمُّع قريش حول بيت رسول الله ﷺ لقتله والخروج من بيت الصديق إلى غار ثور:
لمّا تمَّ اتخاذ القرار الغاشم بقتل النبي ﷺ، نزل إليه جبريل بوحي ربه تعالى، وأخبره بمؤامرة قريش، وأنَّ الله قد أذن له في الخروج، وحدّد له وقت الهجرة قائلًا: «لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه»، وذهب النبي ﷺ في الهاجرة إلى أبي بكر الصديق، ليتفق معه على خطة الهجرة.
قالت عائشة ﵂: بينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله ﷺ متقنعًا في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلّا أمر، قالت: فجاء رسول الله ﷺ، فاستأذن فأذِنَ له فدخل، فتأخّر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله ﷺ، فقال أبو بكر: يا رسول الله، ما جاء بك إلّا أمر حدث، فقال رسول

1 / 157