هل النفس 〈جسم〉 وما جوهرها: ١ — إن هؤلاء الذين ذكرناهم كلهم يضعون أن النفس ليست بجسم، ويقولون إنها طبيعة محركة ذاتها، وإنها جوهر عقلى، وإنها كمال للجسم الطبيعى الآلى الذى هو 〈حى〉 بالقوة ٢ — وأما أصحاب أنكساغورس فانهم يرون أن النفس هوائية، ويقولون فى البدن أيضا إنه مثل ذلك. ٣ — وأما أصحاب الرواق فانهم يرون أن النفس روح. ٤ — وأما دمقرطس فيرى أن النفس امتزاج بين الأركان المدركة عقلا التى شكلها كرى وقوتها نارية وهى أجسام. ٥ — وأما أفيقورس فيرى أن النفس تمزج من كيفيات أربع: من كيفية هوائية، وكيفية روحية، وكيفية أرضية رابعة لا اسم لها. ٦ — وأما أروقليطس فيرى أن نفس العالم بخار من الرطوبات التى فيه، وأما نفس الحيوانات فمن البخار الذى من خارج والبخار الذى من داخل المجانس له.
[chapter 88: IV 4]
فى أجزاء النفس: ١ — إن فوثاغورس وأفلاطون كانا يقولان على القول الأول إن النفس 〈ذات〉 جزئين: أحدهما نطقى، والآخر لا نطق له. فأما على القول الأقرب الذى هو أكثر استقصاءا فانهما يريان أن النفس ذات ثلاثة أجزاء؛ وذلك أنهما يقسمان جزء النفس الذى لا نطق له قسمين: وهما الحرد، والشهوة. ٢ — وأما أصحاب الرواق فانهم يرون أن أجزاء النفس ثمانية: خمس منها الحواس الخمس: وهى البصر والسمع والشم والذوق واللمس؛ والصوت، والتوليد، والرئيس الذى يرتب هذه كلها على الآلات التى تخصها مثل انتساج رجل الحيوان المسمى كثير الأرجل. ٣ — وأما دمقرطس وأفيقرس فانهما يريان أن النفس ذات جزئين، وأن جزءها المنطقى مركوز فى الصدر، وجزءها الذى لا نطق له منبث فى جميع امتزاج البدن. ٤ — وأما دمقرطس فانه يرى أن النفس موجودة فى جميع الأشياء حتى وفى الأجسام الميتة، ولذلك فيها شىء مضىء حار حساس بعد أن قدانفش منها أكثر ذلك.
صفحة ١٥٩