من روائع أبى الحسن الندوى في الدعوة إلى الله
الناشر
مطبعة السلام
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠٠٥ م
مكان النشر
ميت غمر - مصر
تصانيف
وبمحكماته أكثر منه بمتشابهاته، " أبر الناس قلوبًا وأعمقهم علمًا وأقلهم تكلفا " (١).
* التبليغ:
وإذا تعلم أحد منهم شيئا من الدين أسرع إلى إخوانه يعلمهم لأنه سمع " ألا فليبلغ الشاهد الغائب .. فرب مبلغ أوعى من سامع .. (٢) وسمعوا نبيهم يقول " إنما بعثت معلما " (٣) وسمعوه يقول " لا حسد إلا فى اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطته على هلكته فى الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضى بها ويعلمها " (٤) وسمعوه يقول " إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة فى جحرها وحتى الحوت يصلون على معلم الناس الخير " (٥). ... وهكذا انقسم المسلمون فى المدينة بين طالب ومعلم فإما طالب وإما معلم بل كل واحد منهم طالب ومعلم فى وقت واحد يأخذ من مكان ويدفع إلى مكان.
* الحب .. التضحية .. الإيثار:
أفليست المدينة إذًا مدرسة واسعة عامرة بالطلبة والمعلمين وهل عرف التاريخ مدرسة أوسع وأعمر من هذه المدرسة
_________
(١) من كلام عبد الله بن عمر، انظر حياة الصحابة - ١/ ١٨.
(٢) متفق عليه.
(٣) رواه الدارمى، انظر مشكاة المصابيح - كتاب العلم - ١/ ٨٦.
(٤) متفق عليه، رياض الصالحين - باب فضل العلم.
(٥) رواه الترمذى، المرجع السابق.
1 / 30