من هدي السلف في طلب العلم
محقق
-
الناشر
دار طيببة،الرياض
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢١هـ/٢٠٠١م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
وبعيد عن الاستعداد له كَلَّ ذهنه عنها وحسب ذلك من صعوبة العلم في نفسه، فتكاسل عنه وانحرف عن قبوله، وتمادى في هجرانه، وإنما أتى ذلك من سوء التعليم" ١.
٢ - ويرى الشيخ عبد القادر بن بدران أن من أسباب تنفير الطالب من العلم:
الجهل بطرق التعليم فيقول: "وهذا وقع فيه غالب المعلّمين، فتراهم يأتي إليهم الطالب المبتدئ ليتعلم النحو مثلًا فيشغلونه بالكلام على البسملة، ثم على الحمدلة أيامًا بل شهورًا ليوهموه سعة مداركهم، وغزارة علمهم. ثم إذا قدر له الخلاص من ذلك أخذوا يلقنونه متنًا أو شرحًا بحواشيه وحواشي حواشيه. ويحشرون له خلاف العلماء، ويشغلونه بكلام من رد على القائل، وما أجيب به عن الرد، ولا يزالون يضربون له على ذلك الوَتَر حتى يرتكز في ذهنه أن نوال هذا الفن من قبيل الصعب الذي لا يوصل إليه" ٢.
ثم ذكر صنفًا آخر من المعلمين على عكس الصنف السابق، وهم من أنزل نفسه منزلة العلماء المحققين وجلس للتعليم، فيأتيه الطالب بكتاب مطول أو مختصر، فيتلقاه منه سردًا لا يفتح له منه مغلقًا ولا يحل له طلسمًا فإذا سأله ذلك الطالب المسكين عن مشكل انتفخ أنفُه وورم، وقابله بالسب والشتم، وأشاع عنه أنه يطلب الاجتهاد.
ثم قال: "ومن هؤلاء من يقول: إنما نقرأ الكتب للتبرك بمصنفيها!! ... " ٣.
٣ - قال ابن خلدون أيضًا: "ولا ينبغي للمعلم أن يزيد متعلمه على فهم كتابه
_________
١ انظر: الفصل التاسع والعشرين من مقدمة ابن خلدون (ص ٥٣٣-٥٣٤) .
٢ انظر: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد (ص ٢٦٥) .
٣ المصدر السابق (ص ٢٦٥) .
1 / 76