من هدي السلف في طلب العلم
محقق
-
الناشر
دار طيببة،الرياض
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢١هـ/٢٠٠١م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
وأخرج أيضًا في تاريخه ١ عن ابن جريج قال: "أتيت عطاءً وأنا أريد هذا الشأن، وعنده عبد الله بن عبيد بن عمير. فقال لي عبد الله بن عبيد: قرأت القرآن؟ قلت: لا. قال: فاذهب فاقرأِ القرآن ثم اطلب العلم. قال: فذهبت فغبرت زمانًا حتى قرأت القرآن، ثم جئت إلى عطاء، وعنده عبيد الله بن عبيد فقال: تعلمت القرآن - أو قرأت القرآن -؟ قلت: نعم. قال تعلمت الفريضة؟ قلت: لا. قال: تعلم الفريضة ثم اطلب العلم. قال: فطلبت الفريضة ثم جئت فقال: تعلمت الفريضة؟ قلت: نعم. قال: الآن اطلب العلم. قال فلزمت عطاءً سبع عشرة سنة".
وعن أحمد بن حبان المعروف بشامط قال: دخلت على أبي عبد الله أحمد بن حنبل فقلت: أتوضأ بماء النورة؟ فقال: ما أحب ذلك. قلت: أتوضأ بماء الباقلاء؟ قال: ما أحب ذلك. قلت: أتوضأ بماء الورد؟ قل ما أحب ذلك. فقمتُ فتعلّق بثوبي ثم قال: أَيْشٍ تقول إذا دخلت المسجد؟ فسكتُّ. فقال: أَيْشٍ تقول إذا خرجت من المسجد؟ فسكتُّ. فقال: اذهب فتعلّمْ هذا" ٢.
ثم قال ابن عبد البر - في باب رتب طلب العلم ٣:
"طلب العلم درجات ورتب لا ينبغي تعدّيها، ومن تعدّاها جملة فقد تعدّى سبيل السلف ﵏، ومن تعدّى سبيلهم عامدًا ضلّ، ومن تعدّاه مجتهدًا زلّ.
فأول العلم حفظ كتاب الله ﷿ وتفهُّمه، وكل ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه. ولا أقول إن حفظه كله فرض، لكن أقول إن ذلك واجب لازم على من أحب أن يكون عالمًا، وليس من باب الفرض".
_________
١ تاريخ بغداد (١٠/٤٠١-٤٠٢)؛ تهذيب الكمال (١٨/٣٤٦) .
٢ طبقات الحنابلة (١/٤١) .
٣ انظر جامع بيان العلم وفضله (٢/١٦٦) .
1 / 40