من هدي السلف في طلب العلم
محقق
-
الناشر
دار طيببة،الرياض
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢١هـ/٢٠٠١م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
وروى الحافظ أبو عبد الله بن ماجه في مقدمة سننه عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من تعلّم العلم مما يُبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب عَرَضًا من الدنيا، لم يجد عَرف الجنة يوم القيامة" يعني ريحها ١.
وأخرج بإسناده عن جابر بن عبد الله ﵄ أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "لا تتعلّموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا تخيّروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار" ٢.
وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت ٤٦٣هـ.): "يجب على طالب الحديث أن يخلص نيته في طلبه، ويكون قصده بذلك وجه الله ﷾".
وقال أيضًا: "وليحذر أن يجعله سبيلًا إلى نيل الأعراض وطريقًا إلى أخذ الأعواض، فقد جاء الوعيد لمن ابتغى ذلك بعلمه، ... ". ثم قال: "وليتق المفاخرة والمباهاة به، وأن يكون قصده نيل الرئاسة واتخاذ الأتباع وعقد المجالس، فإن الآفة الداخلة على العلماء أكثرها من هذا الوجه".
وقال أيضًا: "وليجعل حفظه للحديث حفظ رعاية لا حفظ رواية، فإن رواة العلوم كثير، ورعاتها قليل، ورب حاضر كالغائب وعالم كالجاهل وحامل
_________
١ سنن ابن ماجه، باب الانتفاع بالعلم والعمل به (١/٩٢ ح ٢٥٢) . ورواه الإمام أحمد في مسنده (٢/٣٣٨)، وأبو داود في سننه، كتاب العلم، باب في طلب العلم لغير الله (٤/٧١ ح ٣٤٦٤) . وإسناده صحيح.
٢ سنن ابن ماجه، المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به (١/٩٣ ح ٢٥٤) . قال في الزوائد: رجال إسناده ثقات. ورواه ابن حبان في صحيحه (موارد الظمآن ص ٥١ ح ٩٠، باب النية في طلب العلم)؛ والحاكم في مستدركه (١/٨٥-٨٦) أول كتاب العلم مرفوعًا وموقوفًا.
1 / 20