خطبة الجمعة في الكتاب والسنة

عبد الرحمن بن محمد الحمد ت. غير معلوم
5

خطبة الجمعة في الكتاب والسنة

الناشر

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

[الفصل الأول الخطابة في الإسلام] الفصل الأول الخطابة في الإسلام لقد جاء الإسلام فكانت عنايته بالخطابة عظمية وكان اهتمامه بها شديدا، ولقد كان رسول الله ﷺ فصيحا فهو أفصح من نطق بالضاد بل كانت أكبر معجزاته في نزول القرآن بلغته، فلقد تحدى كتاب الله ﷿ أرباب الفصاحة والبيان وفرسان البلاغة واللسان فعجزوا أن يأتوا بمثله أو بسورة أو بآية. وكان الفصحاء يؤثرون أيما تأثير على سامعيهم، فهذا نبي الله هارون كان من عوامل ترشيحه للنبوة من قبل موسى ﵇ فصاحته قال تعالى: ﴿وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ﴾ [القصص: ٣٤] (١) . ولقد كان للخطابة شأن كبير في تشجيع المجاهدين، ففي غزوة بدر مثلا كان لخطبة النبي ﷺ أعظم الأثر ومنها قوله: «والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة» . لقد كان لهذا الكلام أثر عظيم في نفوس الصحابة فقد استعجل

(١) سورة القصص آية رقم ٣٤.

1 / 7