40

خطبة الجمعة في الكتاب والسنة

الناشر

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

يقول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ﵁: تعلموا الفرائض واللحن أي - اللغة والنحو - فإنه من دينكم (١) .
٣ - التركيز على السلبيات عند المصلين وكثرة الحديث حولها:
إن ترديد السلبيات وتكرارها يحطم جوانب الأمل لدى الفرد السامع حيث يتصور نفسه أنه كتلة من الأخطاء والعيوب والنقص وقد تكون نظرته إلى الخطيب الذي يسمع خطبته نظرة غير مقبولة فينصرف عن سماع ما يقول ولا يحاول الاستفادة، ولقد جاءت النصوص الشرعية ناهية عن اليأس والقنوط والتيئيس والتنقنيط وآمرة بالتيسير والتبشير.
إن التنبيه على الأخطاء والعيوب مطلوب ولكن ليكن بطريقة لبقة لا سخرية فيها ولا استفزاز، ويذكر عن الحسن والحسين ابني على بن أبي طالب ﵃ أنهما رأيا أعرابيا وهو لا يحسن وضوءه فأراد أن يعلماه الوضوء ولكنهما خشيا من إحراجه فقالا: لقد اختلفنا في كيفية الوضوء ونريدك أن تحكم بيننا، فقال: توضأ أمامي، فتوضأ أمامه وضوءا صحيحا فعرف الهدف وقال: كلاكما أحسن وضوءا مني، وهكذا استطاعا بذكائهما أن يعلماه الوضوء الصحيح من غير أن يحتقر نفسه أو يزدريها بإحراجهما له.

(١) محمد بن عبد الله الدويش (حتى تستفيد من خطبة الجمعة) مجلة البيان عدد ٦٦ - ص١١.

1 / 45