136

خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة

الناشر

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٢هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وعن أبي سعيد الخدري ﵁ «أن النبي ﷺ جلس ذات يوم على المنبر، وجلسنا حوله، فقال: إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها، فقال رجل: يا رسول الله، أو يأتي الخير بالشر؟ فسكت النبي ﷺ، فقيل له: ما شأنك تكلم رسول الله ﷺ ولا يكلمك، فرأينا أنه ينزل عليه، قال: فمسح عنه الرحضاء، فقال أين السائل؟ وكأنه حمده، فقال: إنه لا يأتي الخير بالشر. . .» الحديث (١) .
وكان الصحابة ﵃ يتعاهدون قلوبهم، ويتعاهد بعضهم بعضا بالموعظة، ويسأله عن إيمانه، وعن تغيير قلبه أو ثباته.
عن أنس ﵁ قال: «قال أصحاب النبي ﷺ: يا رسول الله، إنا إذا كنا عندك رأينا في أنفسنا ما نحب، وإذا رجعنا إلى أهلينا فخالطناهم، أنكرنا أنفسنا، فقال النبي ﷺ " لو تدومون على ما تكونون عندي في الخلاء لصافحتكم الملائكة حتى تظلكم بأجنحتها عيانا، ولكن ساعة وساعة» (٢) .
وعن حنظلة الأسيدي ﵁ وكان من كتاب رسول الله ﷺ قال: «لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة، قال سبحان الله، ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله ﷺ يذكر بالنار والجنة حتى كأنها رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله ﷺ عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا. قال أبو بكر: فوالله إنا

(١) رواه البخاري (الزكاة- ١٤٦٥) ومسلم (الزكاة- ١٢٣) .
(٢) رواه أبو يعلى في مسنده (٢ / ٧٨٦) من طريق محمد بن مهدي الأيلي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة، عن أنس به، ومحمد هذا بيض له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٨ / ١٠٦) ورواه ابن حبان (البر والإحسان- ٣٤٤) من طريق عبيد الله بن فضالة، ثنا عبد الرزاق بلا، وابن فضالة هذا ثقة، وأخرجه أحمد مر طريق ثابت البناني عن أنس، فتابع قتادة عليه (٣ / ١٧٥) فالحديث. . . يشهد له الحديث الذي بعده، وانظر: السلسلة الصحيحة (١٩٦٥) .

1 / 154