الأفريقي: «إن بدايته كانت أعظم من منتهاه.»
الدراسة
الدراسة تراد للسرور أو للزينة أو للقدرة.
وهي للسرور في العزلة والانفراد، وللزينة في الحديث ومطارحة الآراء، وللقدرة في تصريف الأعمال وتدبير الأمور.
وقد يستطيع ذوو الخبرة الذين عرفوا أعمالهم بالمرانة أن ينجزوا العمل ، بل أن يتأملوه في تفصيلاته، منفردين كل منهم على حدة.
أما المشاورات العامة والخطط المرسومة ومراجعة المسائل وعرض الشئون، فإنما تكون على أتمها وأحسنها إذا تولاها ذوو العلم والدراسة.
والإسراف في وقت الدراسة كسل، والإسراف في التزين بها تكلف وادعاء، والتعويل عليها وحدها في تقدير الأشياء هو شنشنة معهودة في الحفاظ والعلماء.
فالدراسة في الواقع تصقل الطبيعة والخبرة تصقل الدراسة، وما الملكات المطبوعة إلا ككل ما تنبت الطبيعة محتاجة إلى التشذيب من يد الصناعة والمعرفة.
والدراسة تكيل لنا المعارف كيلا جزافا، فهي من جانبها محتاجة إلى ضابط من الخبرة والتجربة. •••
إن الأذكياء يستخفون بالدراسة، والسذج يعجبون بها، والعقلاء يستخدمونها؛ لأنها لا تؤدي إلى وسائل استخدامها بغير عقل مستقل عنها مستفاد من الملاحظة والاستنباط.
صفحة غير معروفة