رد في عجالة: «لا، لا يمكنني أن أغادر هذا المكان قبل أن أعثر على المسخ. لا بد أن أغادر سفينتك، لن أعود معك.»
حاول أن ينهض، لكن عسر عليه ذلك في ظل حالته الصحية المتدهورة، فسقط وغاب عن الوعي على الفراش. استدعيت طبيب السفينة الذي جاء لتوه.
قال الطبيب لي وفرانكنشتاين راقد: «يؤسفني أنه في حالة مزرية للغاية، سيكون محظوظا إذا تمكن من العيش حتى الليل.»
أجبته: «أشكرك أيها الطبيب.» وعندئذ عدت إلى جانب فراشه لأرافقه خلال هذه الساعات الأخيرة.
استفضنا في الحديث حول حياته وما حدث. وأخبرني أن قرار العودة إلى الوطن هو قرار صائب. قال لي: «إن حياة أولئك الرجال أهم بكثير من أهدافنا الأنانية.»
وأردف فرانكنشتاين: «لا بد أن تعي جيدا هذا الدرس يا صديقي العزيز. أنت محظوظ لأنني علمتك إياه، وانتبه جيدا إلى أخطائي.» ثم ضغط على يدي بقوة وعندئذ أغلق عينيه للأبد، وابتسامة رقيقة تداعب شفتيه.
انهمرت الدموع من عيني، فمسحتها سريعا وخرجت من غرفته لأستنشق نسمات من الهواء المنعش. ولم تمر لحظات على صعودي إلى سطح السفينة حتى سمعت ضوضاء غريبة تأتي من غرفة فرانكنشتاين. هرعت إلى هناك فوجدت المسخ يقف إلى جانب الفراش!
كان ضخما للغاية؛ أضخم من أي رجل رأيته في حياتي، وقد توارى وجهه وراء خصلات شعره الطويلة المنسدلة، وقد وضع يده الضخمة على كتف فرانكنشتاين. سمعني وأنا أفتح الباب فاستدار. وعندما رآني أقف بالباب قفز نحو النافذة.
أوه! ما هذا الوجه! لقد كان أكثر شيء مخيف رأيته في حياتي. أغمضت عيني لاإراديا، لكنني بعدئذ ناديته لكي ينتظر.
قلت: «انتظر!»
صفحة غير معروفة