قال القاضي في صرامة: «أيها الشاب، أرى أن صحبة والدك ستكون سارة لك في ظل هذه الظروف. لماذا هذا الهيجان؟»
قلت متعجبا: «والدي؟ والدي هنا؟ أوه، أجل! يسرني أن أراه. آسف يا سيدي، ظننتك تتحدث عن شخص آخر.»
اندهش السيد كيروين من التغير الذي طرأ على نبرتي وقال: «أرجو أن تكون هذه هي آخر أعراض الحمى أيها الشاب.»
وفي ظرف ثوان وقف والدي الرقيق إلى جانبي، فمددت يدي له وقلت: «كيف حال إليزابيث وإيرنست؟»
أجاب: «بخير يا ولدي، يؤسفني أن أعرف أنك مررت بهذا الوقت العصيب. كما أنا آسف لما حل بهنري المسكين!» - «أنا بريء يا أبي. لا بد أن تعرف هذا.»
قال: «أعرف يا ولدي أعرف.» وكان صوته مطمئنا للغاية. ثم أضاف: «عثرنا على شخص من جزر أوركني كي يشهد في المحاكمة، ولسوف يشهد بأنك كنت في الجزيرة عندما عثروا على عزيزنا هنري، فقد سلمك رزمة من الخطابات عندما كنت جالسا على الشاطئ!»
بحلول وقت المحاكمة كنت قد قضيت ثلاثة أشهر في السجن، وصدقت هيئة المحلفين الشاهد وأطلقوا سراحي. ضربني والدي على ظهري تعبيرا عن سعادته التي لم يستطع أن يخفيها. سرنا خارج جدران السجن واستنشقت نسمتي الأولى من الهواء الطلق.
قلت: «أبي، لا بد أن نذهب إلى المنزل في الحال.»
لم ير أبي أنني أتمتع بهذه الدرجة من الصحة التي تمكنني من السفر، لكنني أصررت على الرحيل في الحال. وغادرنا باكر الصباح التالي. استأجرنا سفينة كي تقلنا إلى جنيف مباشرة. وكنت سعيدا بالعودة إلى المنزل. جلست على متن السفينة برفقة والدي ونظرنا إلى البحر. لقد رحل هنري، ولا يمكن أن يعيده أي شيء. عاودت التفكير في تلك الليلة التي صنعت فيها المسخ. لقد تدمرت حياتي بسبب عملي، ولا يمكن أن يغير شيء من هذا الواقع الأليم الآن، فتقبلت مصيري في هدوء.
الفصل السابع عشر
صفحة غير معروفة