كان كل فرد في بيتنا حزينا. وحاول أبي أن يبدو قويا متماسكا، لكن جميعنا كان يدرك أنه لم يعد كما كان. وكادت إليزابيث تبكي كل يوم تقريبا. وحاولت من أجلهما أن أكون قويا من الخارج وأن أخفي ألمي الداخلي.
وفي خضم حزننا العميق غادر أخي إيرنست، وتمنينا له حظا سعيدا في عمله الدبلوماسي. كم كان غريبا أن الحياة تكرر نفسها؛ فمنذ سنوات قليلة فحسب غادرت منزلنا بعدما فقدنا أمي، وها هو إيرنست يرحل الآن بعد فقدان شخص آخر من العائلة مباشرة.
وفي يوم من الأيام جلست أنا وإليزابيث نتحدث وأخبرتني أنها منزعجة لما آلت إليه الأمور. قالت لي: «إن المصير الذي حل بالمسكينة جاستين يجعلني أرى العالم مكانا سيئا. كانت الأمور السيئة تحدث قبلا في الكتب فحسب، والآن حياتنا مليئة بالحزن. لقد كانت جاستين بريئة، لكنها سجنت. هل هذا عدل؟»
آه يا حبيبتي إليزابيث! لقد كان يسوءني بشدة أن أراها بهذا الانزعاج، وكنت أنا السبب في كل هذه المشكلات، ليس لأنني من تسبب فيها بالفعل، ولكن لأنني من صنع المسخ. اصفر وجهي، ولاحظت إليزابيث شحوب وجهي.
أمسكت بيدي وقالت: «أنا آسفة يا حبيبي. لم أقصد أن أزعجك.» ثم ضغطت على يدي بقوة وقالت: «سيكون كل شيء على ما يرام. ربما ليس اليوم، لكن قريبا. أعدك بهذا.»
ابتسمت لها برقة، لكنني لم أشعر بأي تحسن، إذ كنت أدرك في عقلي أن الأمر لن ينتهي قريبا.
قلت لها: «معذرة يا إليزابيث، أريد أن أكون بمفردي الآن.» ثم نهضت من الأريكة واتجهت إلى غرفتي. لقد أردت أن أخبرها الحقيقة، وأشرح لها أن كل ما حدث هو خطأ مني، لكنني لم أستطع أن أجبر نفسي على فعل ذلك.
وبعد ساعات قررت أن السبيل الوحيد إلى راحتي هو القيام بنزهة طويلة عبر جبال الألب. ربما لو قمت برحلة أخرى كتلك التي قمت بها أنا وهنري أستطيع أن أتغلب على تألمي لما حل لويليام وجاستين المسكينين.
الفصل العاشر
رحلة طويلة على الأقدام
صفحة غير معروفة