رد هنري: «لا حاجة إلى هذا. كل ما عليك هو أن تتحسن. هذا هو كل ما يهم.» وسكت دقيقة ثم قال: «لكن ثمة شيئا واحدا يمكنك أن تساعدني فيه.»
ارتعدت فرائصي تحت الغطاء. تراه سيسألني عن معملي؟ أو لعله رأى ما يشير إلى المسخ في مكان ما؟ لعله عرف كل شيء! لن أستطيع أن أتحمل إذا اكتشف هنري الأمر، فماذا سيظن بي؟ هل سيخبر أسرتي؟ وهل سيخيب أملهم هم أيضا في؟
لاحظ هنري هلعي فقال متوسلا: «أرجوك لا تنزعج. أريدك أن تبعث خطابا إلى أهلك، فهم يريدون أن يطمئنوا عليك، فالقلق يستبد بهم بشأن صحتك.»
تنفست الصعداء وقلت: «هل هذا هو كل ما في الموضوع؟» ونزعت عني الغطاء وجلست في الفراش وقلت: «بالطبع! لا أريدهم أن يقلقوا بشأني بعد الآن لأنني تحسنت كثيرا.»
هرع هنري نحو الطاولة وقال: «ثمة خطاب هنا من إليزابيث. سأخرج بعض الوقت، وأدعك تقرؤه بنفسك.»
وابتسم لي هنري في عذوبة، وارتدى قبعته وغادر الغرفة. جلست على طاولتي وفتحت الخطاب في هدوء لا أعلم ماذا أتوقع، فقد مر زمن طويل منذ أن قرأت خطابا من أسرتي. ورقص قلبي طربا لمجرد التفكير في مدى سعادتي لسماع أخبارهم.
الفصل السابع
عالم بعيد عن العلوم
توسلت إلي إليزابيث في خطابها كي أكتب إليهم ولو كلمة واحدة، فقد مر زمن طويل منذ أن سمعوا أخباري. وأخبرتني أنها اضطرت أن تقنع والدي ألا يذهب إلى ألمانيا للوصول إلي! وأخبرتني وسط كلامها الحلو كم تاقت إلى المجيء إلى إنجولشتات أيضا، لكنها كانت مضطرة أن تمكث للاعتناء بالمنزل وبأخوي.
أوحت لي كلمات الخطاب بالأخبار السارة فحسب؛ فقد بلغ أخي إيرنست لتوه السادسة عشرة من العمر، وأخبرتني كم يرغب في العمل في السلك الدبلوماسي، مثل أبينا. وذكرت كم كنت سأفخر به لكونه مواطنا سويسريا صالحا! وأخبرتني بشأن مدى كفاءة مربية الأطفال جاستين، وكم هي مسرورة بوجود صديقة إلى جانبها.
صفحة غير معروفة