أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع
الناشر
دار الفكر
رقم الإصدار
الخامسة والعشرون ١٤٢٨هـ
سنة النشر
٢٠٠٧م
تصانيف
الفصل الثاني: مصادر التربية الإسلامية
أولًا: القرآن: أثره التربوي في نفس الرسول ﷺ والصحابة
...
الفصل الثاني: مصادر التربية الإسلامية
التربية الإسلامية هي التنظيم النفسي، والاجتماعي الذي يؤدي إلى اعتناق الإسلام، وتطبيقه كليا في حياة الفرد والجماعة.
فالتربية الإسلامية ضرورة حتمية لتحقيق الإسلام كما أراده الله أن يتحقق، وهي بهذا المعنى تهيئة النفس الإنسانية لتحمل هذه الأمانة، وهذا يعني بالضرورة أن تكون مصادر الإسلام هي نفسها مصادر التربية الإسلامية، وأهمها القرآن والسنة.
أولا: القرآن: أثره التربوي في نفس الرسول ﷺ والصحابة:
فالقرآن قد ترك أثرًا لا شك فيه في تربية نفس رسول الله ﷺ، وصحابته وقد شهدت بذلك السيدة عائشة زوج رسول الله ﷺ، فقالت في وصفه: "كان خلقه القرآن"، بل إن شهادة الحق ﷻ قد سبقت كل شهادة قال تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾ [الفرقان: ٢٥/ ٣٢] .
فهما هنا إشارتان تربويتان: الأولى تثبيت الفؤاد وترسيخ الإيمان، والثانية تعليم الترتيل، في قراءة القرآن، وفيها نزلت توصيات تربوية صريحة من الحق ﷻ إلى رسوله محمد ﷺ، وذلك في قوله تعالى:
﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ [القيامة: ٧٥/ ١٦-١٩] ١.
_________
١ انظر الشرح التربوي لهذه الآيات في كتابنا التربية، وطرق التدريس ١/ ١١٢، عبد الرحمن النحلاوي، عبد الكريم عثمان، محمد خير عرقسوسي، طبعة الرئاسة العامة للكليات، والمعاهد العلمية بالرياض سنة ١٣٩٢هـ.
1 / 23