43

اتباع لا ابتداع - قواعد وأسس في السنة والبدعة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

مصححة ١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م (بيت المقدس / فلسطين)

تصانيف

المبحث الثالث
الأصل في العبادة الاتباع
إن الأصل في باب العبادات هو إتباع الرسول ﷺ بدون زيادة ولا نقصان فليس لأحد مهما كان أن يزيد في العبادة شيئًا ولا أن ينقص منها شيئًا وقد أمر الرسول ﷺ في حديثين صحيحين مشهورين بالالتزام بالعبادة كما فعلها هو ﵊.
الأدلة من السنة على هذا الأصل
أولهما: قوله ﷺ: (صلوا كما رأيتموني أصلي) وهذا بعض حديث رواه الإمام البخاري في صحيحه بسنده عن أبي قلابة قال: حدثنا مالك - هو ابن الحويرث ﵁ قال: (أتينا رسول الله ﷺ ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين يومًا وليلة وكان رسول الله ﷺ رحيمًا رفيقًا فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا أو قد اشتقنا سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه. قال: ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم) (١).
فهذا الحديث الصحيح الصريح يقرر هذا الأصل وهو لزوم الاتباع في الصلاة كما كان النبي ﷺ يصلي. فنؤدي الصلاة كما وردت عن رسول ﷺ بلا زيادة ولا نقصان.
ثانيهما: قول الرسول ﷺ: (خذوا عني مناسككم) وهو حديث صحيح رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة وغيرهم بألفاظ متقاربة (٢).

(١) صحيح البخاري مع الفتح ٢/ ٢٥٢.
(٢) صحيح مسلم بشرح النووي ٣/ ٤١٩، سنن أبي داود مع شرحه عون المعبود ٥/ ٣١٠، سنن النسائي ٥/ ٢٧٠، سنن ابن ماجة ٢/ ١٠٠٦.

1 / 44