اتباع لا ابتداع - قواعد وأسس في السنة والبدعة
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
مصححة ١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م (بيت المقدس / فلسطين)
تصانيف
المبحث الرابع
بدعة المصافحة بعد الصلاة
وقول المصلي للآخر: تقبل الله منا ومنكم
كثيرٌ من المصلين وبمجرد انتهاء الإمام من التسليم يمدون أيديهم لمن هم على أيمانهم وشمائلهم لمصافحتهم قائلين: تقبل الله منَّا ومنكم.
وهذه بدعة مخالفة لهدي النبي ﷺ وبيان هذا من وجوه:
الأول: إن المصافحة من السنن المتفق عليها عند لقاء المسلم مع أخيه المسلم.
فقد روى الإمام البخاري بإسناده عن قتادة قال ﵁: (قلت لأنس ﵁ أكانت المصافحة في أصحاب النبي ﷺ قال: نعم) (١).
وجاء في الحديث عن البراء بن عازب ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر الله لهما قبل أن يتفرقا) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وقال الشيخ الألباني: صحيح (٢).
ووردت أحاديث أخرى في المصافحة، ويؤخذ من هذه الأحاديث أن المصافحة سنة عند كل لقاء بين مسلمين.
الثاني: إن ما اعتاده الناس من المصافحة بعد الصلوات لا أصل له في الشرع على هذا الوجه بل هو بدعة لأن المصافحة مشروعة عند القدوم واللقاء ويستثنى من هذا من
(١) صحيح البخاري مع الفتح ١٣/ ٢٩٤.
(٢) سنن أبي داود مع شرحه عون المعبود ١٤/ ٨٠، سنن الترمذي مع شرحه التحفة ٧/ ٤٢٩ سنن ابن ماجة ٢/ ١٢٢٠، صحيح سنن الترمذي ٢/ ٣٥٣، السلسلة الصحيحة ٢/ ٤٤.
1 / 123