اتباع لا ابتداع - قواعد وأسس في السنة والبدعة
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
مصححة ١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م (بيت المقدس / فلسطين)
تصانيف
قال الإمام مالك ﵀: [ومن أحدث في هذه الأمة شيئًا لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله ﷺ خان الدين لأن الله تعالى يقول:
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) فما لم يكن يومئذ دينًا لا يكون اليوم دينًا] (١).
ولأن الله ﷾ أخبر بأن الشريعة قد كملت قبل وفاة النبي ﷺ فلا يتصور أن يجيء إنسان ويخترع فيها شيئًا لأن الزيادة عليها تعتبر استدراكًا على الله ﷾ وتوحي بأن الشريعة ناقصة وهذا يخالف ما جاء في كتاب الله (٢).
٦. وقال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبونَ اللَّهَ فَاتَّبعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٣).
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي: [تنبيه: يؤخذ من هذه الآية الكريمة أن علامة المحبة الصادقة لله ورسوله ﷺ هي اتباعه ﷺ فالذي يخالفه ويدعي أنه يحبه فهو كاذب مفتر إذ لو كان محبًا له لأطاعه ومن المعلوم عند العامة أن المحبة تستجلب الطاعة ومنه قول الشاعر:
لو كان حبك صادقًا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع] (٤).
٧. وقال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) (٥).
(١) الاعتصام ٢/ ٥٣. (٢) الموسوعة الفقهية ٨/ ٢٣. (٣) سورة آل عمران الآية ٣١. (٤) أضواء البيان ١/ ٢١٧، وانظر تفسير المنار ٣/ ٢٨٤. (٥) سورة الشورى الآية ٢١.
1 / 13