الضعيف الناقص أسرع ادراكا وانتهاء من التام القوي، وقال أرسطوطيلس ومن علل الذكر والأنثى أيضا هبوب الرياح، لان الجنوب ترخى الأبدان وتذيب الزرع فيخرج رقيقا نيا غير نضيج و الشمال تصلب البدن وتمنع الحرارة من الانتشار فيخرج الزرع وقد أنضجته الحرارة، وذكر ان الرعاة يعرفون ذلك من فعل الرياح في نتاج غنمهم، ولذلك صار المشائخ والغلمان أكثر ولدهم الإناث و أكثر ولد الشباب الذكورة لقوة حرارة الشباب وضعف حرارة أولئك وملاك ذلك كله بالاعتدال، فان الحرارة الشديدة تحرق الزرع والحرارة الضعيفة تعجز عن انضاجه، وقال إن السمان من الناس وسائر الحيوان يقل زرعهم فيقل لذلك ولدهم، وكذلك أيضا امر عظام الشجر يقل ثمرها لان أغذيتها تذهب وتتفرق في تربية أبدانها وأغصانها، ولذلك تكسح الفلاحون أغصان الشجرة لتصير أغذيتها زيادة في ثمارها دون الأغصان، وهذا بين في الفيلة فإنها تلد في اثنا عشر سنة مرة ولدا واحدا وتلد السنانير والكلاب والجرذان في السنة مرارا، وفي كل مرة عدة أولاد، وقال أبقراط ان السمان من الناس أقل عمرا من المهازيل، معناه في هذا الامر ان السمن يسد مجاري أبدانهم فتختنق الحرارة الغريزية فيها فتنطفئ من أدنى علة، فاما المهازيل فان مجاري أبدانهم واسعة وحرارتهم أقوى، وقد اتفق قول أبقراط وأرسطوطيلس في تشبيه كون الناس بكون الشجر وسائر الحيوانات وهما الفاضلان المبرزان، وقال غيرهما ان الزرع إذا جرى عن يمين الرجل إلى يمين المرأة كان الولد ذكرا وان جرى الزرع من يسار الرجل إلى يسار الرحم كان الولد أنثى وان جرى من يسار الرجل إلى يمين الرحم كان الولد أنثى مذكرا وان جري من يمين الرجل إلى يسار
صفحة ٣٥