وضعتها على ألسنة أعلام بررة أخيار، ومثاقفات عذراوات عزوتها إلى أديب أولع بالأدب العربي القديم، وآثاره العبقريات الأوابد
4
من نثير ونظيم. •••
حوال سنة 1906م دعاني إليه، المأسوف عليه، إمام اللغة و«البيان» في عصره، الشيخ إبراهيم اليازجي، وكان قد «نظمني وإياه ود قديم، ولف هواي بهواه عهد كريم»، حتى إذا أجبته ناولني دفترا مخطوطا، وقال: هذه رسالة الغفران للمعري، كلفني الوراق الناشر المشهور «أمين هنديه» أن أصححها وأضبطها بالشكل الكامل كي يخرجها بالطبع على هذا الوضع، فنصحت له بأن تقوم أنت بهذه المهمة التي أراها
5
شاقة مضنية، ولكنك - إن شاء الله - بمثلها زعيم
6 ...
فقرأت الرسالة، ثم توفرت على ضبطها بعد أن اقترحت على الناشر شرحها، فأبى إلا طبعها مجردة من الشرح، فكان، وكان أن سحرت بهذه رسالة الغفران، وكان من أثر هذا السحر أن فكرت في عمل أنحو فيه هذا المنحى، من جهة المظهر والمبنى، لا من جهة المخبر والمعنى، وأحتذي فيه على هذا الحذو البديع، وإن لم يدرك الظالع شأو الضليع.
7
فاستخرت الله تعالى فخار لي، وصممت على ارتسام ما رسمت، وأخذت في هذا العمل على النحو الذي ترى ... وأسميته «الفردوس أو سياحة في الآخرة»، وكتبت آنئذ طائفة من الكلام تنتهي بوصول الأديب إلى قصر شيخنا الأستاذ الإمام «محمد عبده» في الجنة، ثم صرفتني عنه تصاريف الأيام، وخطر الدهر من خطراته،
صفحة غير معروفة