114

فقه العبادات للعثيمين

تصانيف

السؤال (١٨٠): فضيلة الشيخ، مما يتعبد أو يتقرب به إلى الله ﷿ في شهر رمضان التراويح، فما المقصود بالتراويح والتهجد؟
الجواب: التراويح: القيام، قيام رمضان الذي قال فيه النبي ﷺ: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» (١)، وسميت تراويح؛ لأن الناس فيما سبق كانوا يطيلونها، وكلما صلوا أربع ركعات- يعني بتسليمتين - استراحوا قليلًا ثم استأنفوا، وعلى هذا يحمل حديث عائشة ﵂: «كان النبي ﷺ يصلي أربعًا، فلا تسألن عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا» (٢) فإنها تريد بذلك أنه يصلي أربعًا بتسليمتين، لكن يفصل بينهما وبين الأربع الأخريات.
وهذه التراويح سنة سنها رسول الله ﷺ، ولكنه صلى بأصحابه ثلاث ليال ثم تأخر، وقال: «إني خشيت أن تفرض عليكم» (٣)، وينبغي للإنسان أن لا يفرط فيها؛ لينال أجر من قام رمضان، وهو مغفرة ما تقدم من الذنب، وينبغي أن يحافظ عليها مع الإمام، لأن النبي ﷺ قال: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» (٤) ولا يخفى أن التراويح التي تفعل الآن فيها أخطاء من الأئمة ومن غيرهم.
أخطاء تقع في صلاة التراويح

(١) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب تطوع قيام رمضان من الإيمان، رقم (٣٧)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في قيام رمضان، رقم (٧٥٩) .
(٢) أخرجه البخاري، كتاب التهجد، باب قيام النبي ﷺ بالليل في رمضان وغيره، رقم (١١٤٧)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي ﷺ في الليل، رقم (٧٣٨) .
(٣) أخرجه البخاري، كتاب التهجد، باب تحريض النبي ﷺ على صلاة الليل، رقم (١١٢٩)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان، رقم (٧٦١)
(٤) أخرجه الترمذي، كتاب الصوم، باب ما جاء في قيام رمضان، رقم (٨٠٦)، والنسائي، كتاب قيام الليل، باب قيام شهر رمضان، رقم (١٦٠٥)، وابن ماجه، كتاب الصيام، باب ما جاء في قيام شهر رمضان، رقم (١٣٢٧) .

1 / 251