210

فقه أشراط الساعة

الناشر

الدار العالمية للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

السادسة

سنة النشر

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

تصانيف

إذ إن واضع هذا الكتاب هو هارون بن سعيد العجلي (١)، وهو رأس الزيدية، وكان له كتاب يزعم أنه يرويه عن جعفر الصادق، وفيه علم ما سيقع لأهل البيت على العموم، ولبعض الأشخاص منهم على الخصوص، وقع ذلك لجعفر الصادق ونظائره عن طريق الكشف والكرامة كما يزعمون، ويزعمون أنه كان مكتوبًا عند جعفر في جلد جفر صغير، فرواه عنه هارون العجلي وكتبه، وسماه الجفر، باسم الجلد الذي كُتِبَ فيه، وصار هذا الاسم علمًا على هذا الكتاب عندهم.
وهذا الكتاب لم تتحمل روايته، ولا عُرِفَ عينه، وإنما تَظْهَرُ منه شواذُّ من الكلمات التي لا يصحبها دليل (٢)، ويزعمون أن هذا الكتاب مشتمل على حوادث الأزمان على مر العصور، عُرِفَتْ عن طريق علم الحروف المتعلق بآثار النجوم (٣).

= والعلماء يعلمون أنه برئ من ذلك كله". اهـ. من "الفتاوى الكبرى"، (١/ ٣٣٢)، بل قد أورد بعضهم عنه -أي: جعفر الصادق- أنه سُئل عن النجوم؛ فقال: "هو علم قلَّتْ منافعه، وكثرت مضراته؛ لأنه لا يدفع به المقدور، ولا يُتقى به المحذور، وإن أخبر المنجم بالبلاء، لم ينجه التحرز من القضاء، وإن أخبرهم بخبر لم يستطع تعجيله، وإن حدث به سوء لم يمكنه صرفه، والمنجم ينازع الله في علمه بزعمه أنه يرد قضاء الله عن خلقه ". اهـ. من "مرآة العقول" (٤/ ٤٦٢).
(١) هو هارون بن سعيد العجلي، ويقال: الجعفي، الكوفي الأعور، كان من غلاة الرافضة، توفي سنة خمس وأربعين ومائة.
انظر: "الجرح والتعديل"، (٩/ ٩٠)، و"ميزان الاعتدال"، (٤/ ٢٨٤)، و"تهذيب التهذيب"، (١١/ ٦)
(٢) انظر: "مقدمة ابن خلدون"، ص (٣٣٤).
(٣) انظر: "نفس المصدر".

1 / 210