فقه السيرة النبوية لمنير الغضبان
الناشر
جامعة أم القرى
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٣هـ - ١٩٩٢ م
تصانيف
أجل هذا وجدنا سنة الله تعالى في الأنبياء جميعا أن يقولوا: ﴿... قل ما سألتكم من أجر فهو لكم ..﴾ (١) ﴿وما تسألهم عليه من أجر ..﴾ (٢) ﴿ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله ..﴾ (٣) ﴿يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون﴾ (٤).
٣ - ولا شك أن العمل الحر بالنسبة للداعية إلى الله تعالى أعون له على دعوته، وأقوم له على أن يقول الحق ويصدع فيه، وكم من الناس يطأطئون للطغاة، ويسكتون على باطلهم، ويجارونهم في أهوائهم خوفا على وظائفهم عندهم، إنهم يدهنون في دينهم، ويبيعون دينهم بدنياهم، بل يصل الانحراف إلى صميم عقيدتهم حين يرون أن هوتاء الطغاة يرزقون أو يمنعون رزقا، والرازق هو الله تعالى.
٤ - وأصحاب رسول الله ﷺ، وسادات هوتاء الأصحاب، كانوا يعملون بأيديهم، ويتاجرون للحصول على الرزق الحلال، وذاك عمر ﵁ يقول: (أخفي على أمر رسول الله ﷺ؟!! ألهاني الصفق في الأسواق) (٥).
(١) سبأ من الآية ٤٧. (٢) يوسف:١٠٤. (٣) هود: ٢٩. (٤) هود:٥١. (٥) البخاري ك.٣٤/ ٩.
1 / 93