الباب الثاني في ذكر الارضين
اعلم ان الارض التي للغراسة والزراعة تنقسم على عشرة أنواع، يوصف كل نوع منها بصفة وهى اللينة والغليظة والجبلية والرملة والسوداء المدمنة المحترقة الوجه والارض البيضاء والارض الصفراء والارض الحمرة [الحمراء] والارض الحرشاء المضرسة والارض المكدنة المايلة [المائلة] الى الحمراء [الحمرة] ولكل نوع من هذه الارضين نبات يجود فيه وعمل وتدبير ونحن نفرد الكلام على كل نوع منها ان شاء الله.
فصل: فى الارض اللينة
فالغالب على طبعها البرودة والرطوبة وطبعها اعدل طبائع الارضين الموصوفة قبل هذا يجود فيها جميع الثمار والنبات لاعتدال الرطوبة والبرودة فيها قابلة لكل ماء موافقة لكل هواء مسامها مفتوحة. فالماء يدخلها والهواء يتخللها ويصل اصول الثمار المغروسة فيها، ويتعاقب الهواء على اصولها بالحر والبرد فتصلح بذلك صلاحا شديدا، ولاعتدال هذه الارص [الارض] فى مزاجها استغنت عن الزبل الكثير فهى لا تحتاج اليه الا عند فصل الشتاء من اجل ذلك فيجددها الزبل عند ذلك ويدفع عنها افراط الهواء، وينبغى ان يكون هذا الزبل الذي يطرح فيها ذا حرارة ورطوبة واما فى فصل الحر فلا تحتاج هذه الارض من الزبل الا يسيرا، ويكون من الزبل الآدمى [الادمى؟] وشبهه ولا يكون هذا الزبل نيئا بل مدبرا وان كان من ثلاثة اعوام فهو احسن واوفق لهذه الارض فى فصل الحر، واما فى الشتاء فان طرح فيها الزبل ما له عام او اكثر فهو موافق لها لان حرارتها متمكنة فيه.
صفحة ٤١