صفة اخرى – وهى اتخاذ الكرم من الزريعة، وجه العمل فى ذلك لمن اراد ان يجلبه من بلد الى بلد او غير ذلك ان يوخذ نوى الزبيب الطيب ويطيب له الارض بزبل رقيق بال وتعمل له احواضا ثم يزرع ذلك النوى فى تلك الاحواض كما تزرع القمح فاذا فرغ من زريعته القى عليه الحصير وجلس به لتنزل كل حبة مكانها ويطرح عليها من الرمل شىء رقيق نحو غلظ الثوب ويسقى بالماء سقيا جيدا ويتعاهد بالسقى مرتين فى الجمعة ويترك على تلك الحال عامين ثم تعد له الارض وتحفر فيها الحفر فيطلق عليها الماء ان احب سقيها
واكثر ما تنتفع الدالية بالعمارة فاذا اتفق لها العمارة الحسنة لم تحتج الى شرب الماء الا ما ينزل عليها من السماء
وتكون زراعة هذا النوى فى شهر شتنبر وهو وقت اعتدال العنب وانتهائه فى الطيب ولذلك قصد بالزراعة فى ذلك الشهر واذا زرع فى شتنبر نبت فى شهر مارس واذا دخل عليها الشتاء لم يسأل عنه
ومن اراد استعجال شىء من هذا الغرس فليعمد الى القضبان التي تنبت فى النوى بعد عام واحد فليأخذ من اقلام ذلك النبات وتركبه فى اى جنس احببت فتستعجل بذلك بركته ونفعه ان شاء الله تعالى
صفحة ٧٨