الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي
الناشر
دار الكتب العلمية-بيروت
رقم الإصدار
الأولى-١٤١٦هـ
سنة النشر
١٩٩٥م
مكان النشر
لبنان
تصانيف
بدر، فقلنا: لا نريد إلّا المدينة، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصر فنَّ إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله ﷺ فأخبرناه الخبر، فقال: "أنصرفا نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم" ١.
روى عن النبي ﷺ الكثير، والموجود له في كتب الحديث ينيف عن المائة حديث، وكان عمر يسأله عن الفتنة، وولّاه المدائن، فبقي بها إلى أن مات، وله أيادٍ في الإسلام بسيفه وعلمه، فقد فتح الدينور، وماسبذان، وهمدان، والري٢، وهو الذي أشار على عثمان بنسخ المصاحف، وجمع الناس على مصحف واحد وتحريق ما سواه، وهذه خدمة للفقه تذكر فتشكر، كان عمر ينظر إليه في حضور جنائز المنافقين، فمن تخلَّف عن جنازته لم يشهدها عمر، قال فيه أبو الدرداء لعلقمة: أليس فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، كما في الصحيحين٣، توفي سنة "٣٦" ست وثلاثين٤.
١ أخرجه مسلم "٥/ ١٧٦". ٢ مدن مشهور، انظر معجم البلدان "٢/ ٥٤٥"، "٣/ ١١٦"، "٤/ ٤١٠"، "٤/ ٤١". ٣ البخاري في فضائل ابن مسعود "٥/ ٣٥"، ولم أجد في مسلم. ٤ حذيفة بن اليمان واسمه حسيل: ترجمته في الإصابة "٢/ ٤٤"، والاستيعاب "١/ ٣٣٤"، وأسد الغابة "١/ ٣٩٠".
ترجمة أبو ذر الغفاري جندب ١ بن جنادة:
في معالم الإيمان٢ عنه أنه قال: صلليت قبل الإسلام بأربع سنين، قال له عبد الله بن الصامت٣: من كنت تعبد؟ قال: إله السماء، أتوجه حيث وجهني الله.
والذي في صحيح مسلم بثلاث سنين، وفي رواية فيه: سنتين٤قبل
١ قال المؤلف ﵀: جندب -بضم الجيم والدال وبفتح الدال أيضًا، وجنادة -بفتح الجيم وتشديد النون- هذا أشهر الأقوال في اسمه، واسم أبيه، وقد غلبت عليه الكنية أ. هـ. ٢ معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان، لعبد لرحمن الأنصاري الدباغ، ت سنة ٦٩٦هـ. ٣ عبد الله بن الصامت الغفاري البصريّ، أخذ عن عمِّه أبي ذر وعمر وعثمان. خلاصة الخزرجي "٢٠١". ٤ مسلم "٧/ ١٥٥".
1 / 255