Fédérative
كالولايات المتحدة الأميركية.
وإلى شمال المؤتمر كان «حزب الجبل» يجلس نوابه على مرتقى في القاعة، وهم من اليعاقبة والكرادلة (نسبة إلى النادي اليعقوبي ونادي الكرادلة
Cordeliers )، ومن أعلامهم: روبسبيير ودانتون وماراه وهيبرت وكاميل ديمولان، وكان أهم الأعضاء في أحد الناديين أعضاء في الآخر. إلا أن الكرادلة كانت تغلب عليهم خطة تطرف مقررة سلفا، وكانوا أحيانا ينهجون نهج «المزاد العلني» في طلب التدابير والإصلاحات، وينادون بما يسمونه «الثورة إلى النهاية». لكن نادي الكرادلة لم يشتهر كاشتهار نادي اليعاقبة الذي تألف أولا من نواب مقاطعة بريتانيا فسمي النادي البريتاني، ثم لما استقر النواب في باريس استأجر دير اليعاقبة مكانا لاجتماعاته فنسب إليه، ونشأت له فروع في جهات فرنسا بلغت الأربعمائة، وكان يعتمد على هذه الفروع في تقوية نفوذه، ويستند إلى تأييد عامية باريس والتدخل الشعبي. أما الصيغة الاتحادية للجمهورية فكان يقاومها ويقول: «إن الجمهورية وحدة لا تتجزأ.»
وفي وسط المؤتمر كان «حزب السهل»، وهو الذي يقوم بدور الترجيح في التصويت، وكان أكثر ما يصوت للجيرونديين قبل سقوطهم.
أعلن المؤتمر الوطني الجمهورية، ولم يلبث أن أخرج الملك السجين من محبسه فحاكمه وقضى عليه بالإعدام، فقدم إلى المقصلة في 20 كانون الثاني سنة 1793. أما التهم الموجهة إليه فكانت المؤامرة على الحرية العامة، والاتصال بالأجانب، وتعريض الوطن للغزو الأجنبي، وسفك دم الفرنسيين. وكان آخر ما وجهه إليه رئيس المحكمة في استنطاقه هذا الكلام: «لقد أحدثت سفك دم فرنسي في 10 آب،
18
فبم تجيب؟» وبين مؤرخي الثورة والكتاب عنها جدل طويل حول قضية إعدام الملك.
19
أما في ساحات القتال فقد أحرزت الجيوش الفرنسية، في طليعة عهد المؤتمر، انتصارا أكمل حلقة فالمي، فقهرت النمسويين في جاماب (5 تشرين الثاني سنة 1792)، وطردتهم من البلجيك، وضمت كونتية نيس، ودخلت إقليم السافوا الذي قرر الالتحاق بالجمهورية الفرنسية بعد القضاء على النظام القديم فيه.
صفحة غير معروفة