فكر ومباحث
الناشر
مكتبة المنارة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م
مكان النشر
مكة المكرمة
تصانيف
الحجاب
ليطمئن السيدات، فليس الكلام عن حجاب النساء، ولكن عن حجاب الأمراء، وإن كان الصنفان يتشابهان في أمور كثيرة:
في الحروف (امرأة. أمراء) كلها من (ام ر). وأثقل القول على النفس فعل الأمر.
وفي أنَّا إن خضعنا للنساء طغيْنَ طغيان الأمراء، وإن لِنَّا للأمراء (تدلَّلوا) دلال النساء.
وفي الحجاب الذي يغري ولا يعطي، ويطمع ولا يطعم، يلبس النساء العديد من الثياب ولكنها ثياب لا تستر جسدًا، ويتَّخذ الأمراء الواسع من الأبواب، ولكنها أبواب لا تدخل أحدًا.
والحجاب عند الصنفين زينة وفخر، لو كان النساء عاريات أبدًا كسائر المؤنَّثات ... من إخواننا (باقي المخلوقات) لفقدْنَ تسعة أعشار فتنتهن ونصف العشر أيضًا.
ولو تعرَّى الأمراء عن الشارات والزينات والأبواب والحجاب لخسروا مثل ذلك من هيبة الحكم.
وأرجو أن لا أكون قد أوقعت نفسي في ورطة، فأسخطت عليّ أقوى صنفين من البشر: الأمراء والنساء، وأنا لم أدخل بعد في الموضوع.
وليس اختيار هذا الموضوع من عملي، وليس من عادتي الإغراب في الموضوعات، ولا الرجوع إلى الكتب، ولكنه سؤال ورد على المجلة فأحالته عليَّ،
1 / 122