أَبُو الْقَاسِم الْوَاعِظ عَن القَاضِي أبي الْمَعَالِي عزيزي بن عبد الْملك أَيْضا قَالَ سَمِعت الشَّيْخ أَبَا الْقَاسِم بن برهَان النَّحْوِيّ يَقُول من سمع مناظرة القَاضِي أبي بكر لم يستلذ بعْدهَا بِكَلَام أحد من الْمُتَكَلِّمين وَالْفُقَهَاء والخطباء والمترسلين وَلَا الأغاني أَيْضا من طيب كَلَامه وفصاحته وَحسن نظامه وإشارته
لَهُ التصانيف الْكَثِيرَة فِي الرَّد على الْمُخَالفين من الْمُعْتَزلَة والرافضة والخوراج والمرجئة والمشبهة والحشوية
وَذكر الْحَافِظ أَبُو بكر الْخَطِيب أَنه قَالَ سَمِعت أَبَا الْفرج مُحَمَّد بن عمرَان الْخلال يَقُول كَانَ ورد القَاضِي أبي بكر مُحَمَّد بن الطّيب فِي كل لَيْلَة عشْرين ترويحة مَا تَركه فِي حضر وَلَا سفر قَالَ وَكَانَ كل لَيْلَة إِذا صلى الْعشَاء وَقضى ورده وضع الدواة بَين يَدَيْهِ وَكتب خمْسا وَثَلَاثِينَ ورقة تصنيفا من حفظه وَكَانَ يذكر أَن كتبه بالمداد أسهل عَلَيْهِ من الْكتاب بالحبر وَإِذا صلى الْفجْر دفع إِلَى بعض أَصْحَابه مَا صنفه فِي ليلته وَأمره بقرَاءَته عَلَيْهِ وأملى عَلَيْهِ الزِّيَادَة فِيهِ
1 / 57