7- وبوب ابن حبان (16/292) باب (ذكر الأخبار على أن الفساد إذا عم الشام يعم ذلك في سائر المدن) وذكر حديث: (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم) وكأن الفساد يبدأ من الشام ثم ينتشر كالمرض المعدي ولقد لحظ هذا المرض مبكرا كبار الصحابة الذين كانوا في الشام، فنفاهم معاوية من الشام وزعم معاوية أن هؤلاء هم الذين (أفسدوا الشام وأهله) وكان أبو الدرداء أيام إمارة معاوية يذكر أنه لا يعرف في الناس يعني في الشام شيئا كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا النداء للصلاة وفي لفظ (إلا أنهم يصلون جميعا) وهذا إخبار من أبي الدرداء بسرعة تغير الشام عن الولايات الإسلامية وانتشار المنكرات والمفاسد حتى أنه لم يستثن إلا صلاة الناس جميعا
ولهذا السبب وغيره نعرف لماذا عزل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه معاوية فقد سبق هذا العزل صرخات من أبي ذر وعبادة وأبي الدرداء ونحوهم من السابقين إلى الإسلام، أما قبائل حمير ومنها قبائلنا القضاعية وكلب وجذام وذكوان وثقيف فكانت على الولاء المطلق.
فالإصلاح وإنكار المنكر عند معاوية هو إفساد في الأرض وقد قلده في هذا المعنى من قلده من الحكام بعده. وكانوا يتهمون الآمرين بالمعروف بالإفساد في الأرض وقد سبق فرعون الجميع لهذا المعنى بقوله عن موسى عليه السلام: {إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد}[غافر:26] فالظلمة من الحكام عبر التاريخ الإسلامي يواجهون المصلحين بهذه التهمة ويساعدهم على ذلك مغفلو الصالحين أو علماء السوء
نرجع للحديث السابق، وكأن معنى الحديث: (فلا خير فيكم إن لم تنكروا ذلك الفساد) مثلما نقول للأب: إذا فسد أبناؤك فلا خير فيك، ليس معناه أنه أفسد منهم.
8- وقد بوب ابن حبان (16/263) (ذكر بغض الله جل وعلا من أبغض أنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ).
صفحة ٣٩