إذن فهذه اللفظة (كلهم تجتمع عليهم الأمة) لم تتحقق كاملة حتى في دولة الخلفاء الراشدين فهي زيادة غريبة منكرة من رجل فيه جهالة وهو أبو خالد ولم يتابعه عليها أكثر من عشرة من التابعين الذين رووه عن جابر بن سمرة بدون هذه الزيادة.
إلا إذا كان المراد أنهم يتولون في عصر واحد على جميع الأمة فهذا يتفق مع قولنا أنهم ولاة عثمان؛ لأن الأمة اجتمعت عليهم قبل مقتل عثمان، لكن لم تجتمع عليهم الأمة بالرضا وكان معظمهم محل سخط الصحابة الكبار وكثير من الناس بل سخط بعض الصحابة على عثمان بسببهم، وهم السبب الرئيس للفتنة التي كان من نتائجها مقتل عثمان.
صفحة ١٥٥