بمسجد سيد الأبرار كرر
سجودك بالغداة وبالعشي
لعلك أن تمس بحر وجه
مكانا مسه قدم النبي
وكتب كذلك: «بات رسول الله
صلى الله عليه وسلم
مبدأه، وصلى بمسجدها.» في صحيح مسلم عن ابن عمر، وفي الصحيح أن مبدأه أي: في أول حجة له.
وأغلب الظن أن تكون هذه الكتابة قد نقشت بأعلى المحراب في عصر متأخر من عصور الانحلال، فهذا البيتان من الشعر يدلان على ذلك بلفظهما ومعناهما.
وعلى مقربة من مسجد ذي الحليفة آثار لجدران ذكر لي الأستاذ عبد القدوس الأنصاري أنها جدران مسجد المعرس، وأن هذه الجدران بقيت مطمورة إلى أن كشف عنها السيل عام 1352ه، وأن المأثور أن هذا المسجد كان يعرس به النبي، أي: يبيت به عند عوده من مكة، ولم أعن نفسي بالبحث في صحة هذه الرواية.
وطريق المدينة إلى ذي الحليفة مستو يحاذي حرة الوبرة، يبتعد عنها حينا ويقترب منها حينا آخر، ويقف الكثيرون أثناءها عند بئر عروة يستقون من مائها العذب الرقيق، بلغ من عذوبته ورقته أن كان حكام المدينة يهدون منه للملوك والأمراء وكبار المسلمين، ويقال: إن مياه هذه البئر تصلح الكلى، ولعلهم في ذلك غير مخطئين، وهي تنسب إلى عروة بن الزبير، وإن ذكر الأستاذ عبد القدوس في كتابه «آثار المدينة المنورة»: أن رجلا له مقهى إلى جانبها يذكر جهلا منه أن عروة امرأة يهودية هي التي حفرت البئر.
صفحة غير معروفة