============================================================
الفن الثاني في معرفة الاوتار والتفم أما الاوتار فهى أربعة ، أولها : البم وهو وتر من معاء دقيق متساوى الاجزاء وليس فيه موضع أغلظ ولا أدق من موضع، ثم طوي حتى صار أربع طبقات وفتل فتلا جيدا: وبعده : المثلث وسبيله سبيل اليم غير انه من ثلاث طبقات وبعده : المثنى وهو أيضا أقل من المثلث بطبقة - وهو من طبقتين غير انه من ابريسم ، حتى فتل فصار فى قياس الطبقتين من المعاء فى الغلظ ويعده : الزير وهو أيضا أقل من المشنى بطبقة واحدة - وهى أن يكون من طبقة واحدة - وهو من ابريسم فى حال طبقة من طبقات المعاء * فجعل البم أربع طبقات لانه أساس لاوائل النغم وهى النغم الكبار الحارجة من أوسع موضع فى الحنجرة - وهو أصل قصبة الرئة - ولذلك يجب اذا علق البم فى موضعه - الذى هو أعلى مواضع الاوتار- أن يمد ملواء ويترنم يهذه النغمة - أعني أول نغمة فى [14 ظ] أصل الحنجرة، ويحرك البم بابهام اليد اليمنى ، فاذا استوى مع تلك النقمة فاوقفه على ذلك المد فانها مرتبته فى التسوية* وانما جعلته الحكماء على هذه السبيل من غلظ الجسم ليساوى هذه النغمة الغليظة في الحنجرة ثم تتراقى النغم فى الاوتار كتراقيها فى الحنجرة نغمة بنغمة حتى تصير الى أدقها فى الحنجسرة وكذلك الى أدقها فى الاوتار(3) ، ولذلك صار المثلث أقل من البم فى الغلظ لان النغم اذا تراقت فى الخنجرة دقت واحتاجت من الاوتار الى نغم دقاق لمقايستها ، ولهذه العلة أيضا صار المثنى أقل من المثلث ، والزير أقل من المثنى (): الادوار
صفحة ١٩